سبحانه مـشـرفـه عـامـه عـلـى الـمـنـتـدى
عدد المساهمات : 125 نقاط : 54018 تاريخ التسجيل : 13/03/2010 العمر : 33
| موضوع: الوسوسة في الصلاة السبت مارس 13, 2010 7:41 pm | |
| الوسوسة في الصلاة لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من طريق يستخدمه الشيطان دائما في الايقاع بخلق الله في المعصية.. فقال تبارك وتعالى: { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم . تفلحون} المائدة 90 وهكذا فإن كل من أخذ طريق الخمر.. أو القمار أو التقرب للأصنام.. أو محاولة ضرب الأحجار أو قراءة الورق.. أو أي نوع من أنواع الدجل لمعرفة الغيب.. فإنه يرتكب عملا من الأعمال التي يزينها الشيطان للإنسان.. ليصرفه عن عبادة الله ويوقعه في الحرام. الله سبحانه وتعالى حذرنا من ذلك.. فقال: . { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا} المائدة 92 هذا التحذير ليعلمنا الله أن الشيطان لن يدعنا ندخل في مجال طاعة الله وطاعة الرسول.. وسيحاول جاهدا أن يمنعنا من ذلك.. فإذا أوصدنا كل السبل.. يأتي لحظة الوضوء.. فيجعلنا ننسى هل غسلنا أيدينا أم لا؟ وهل توضأنا كما ينبغي أم لا؟ ثم يأتي وقت الصلاة.. فينسينا عدد الركعات.. أو عدد السجدات.. وهذا ليس علامة سيئة.. ولكنها علامة لصالحنا.. فالشيطان لا يقترب من الشيء الخرب أبدا.. فلو كانت صلاتنا غير مقبولة ما اقترب منها.. ولكن اقترابه منها.. معناه أنها غير مقبولة.. وأنه يريد أن يفسدها.. ولذلك ما كاد الانسان يبدأ الصلاة.. حتى يذكره بأشياء نسيها.. ويوسوس له محاولا أن يفسد صلاته. ومن وسوسة الشيطان أيضا.. أنه يغرينا بمعصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ويقول لنا: هذا الأمر لم يرد في القرآن فلا تطيعون.. مع أن الله سبحانه وتعالى قال: . { قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} النور 54 وفوض الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في التشريع.. فقال: . { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} الحشر 7 ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ٬ فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ٬ وما وجدنا فيه من حرام 557 والحاكم في \ حرمنا ٬ ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله". أخرجه البيهقي في مسنده 9 .109\ المستدرك 1 ووسائل الشيطان في الاغواء متنوعة.. فمنها لنزغ ومنها الهمز ٬ ومنها الوسوسة.. والمس فكلمة نزغ معناها نخس.. وهي تختلف عن اللمس.. لأنه بين الناخس والمنخوس مسافة.. أما اللمس فهو مباشرا بلا مسافة ٬ ولكن لا تدرك ولا تحس بحرارة من مس.. أما اللمس فإنه إدراك حرارة الملموس.. إذن فهناك ثلاث مراحل.. النزغ والمس واللمس. والنزغ من الشيطان هو أن يدخل خاطرا مهيجا الى نفسك ٬ فيثير فيها الغضب.. ويجعلك تتصرف تصرفا أحمق.. لا يتفق مع العقل ولا مع الدين. لهذا عندما خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه.. قال كيف يا رب أتقي الغضب؟ قال الحق سبحانه وتعالى: . {وإما ينزغ نك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} الأعراف 200 ونحن لا نبحث هذه المسألة بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. وإذا كان بعض الناس يتساءل؛ هل الشيطان يستطيع ان ينزغ رسول الله عليه الصلاة والسلام؟!. نقول لهم: إن الآية لم تقل (إذا).. إنما قالت (إما) وإما معناها أنه يحوز أن يحدث ذلك ويجوز ألا يحدث.. إذن فالمسألة فرض فيه شك.. وعدم تأكيد لشيء لن يحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن لنفؤض أنه حدث.. فلماذا يحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من لذة مواجهة الشيطان ليصفعه ويهزمه؟ رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:" ما منكم من أحد إلا وقد وك ل به قرين من الجن ٬ قالوا: وإ ياك يا رسول الله؟! فقال: وإياي؛ إلا ان الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير". . أخرجه مسلم 7210 والشيطان ظهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب الى المسجد.. ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام:" لإن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فذغدته (خنقته) فأردت ان أربطه الى سارية من سواري المسجد حت تصبحوا وتنظروا اليه كلكم ٬ فذكرت قول أخي سليمان: رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرده الله خاسئا..". . أخرجه البخاري 461 ومسلم 1146 إذن فالمواجهة حدثت.. وكانت هزيمة الشيطان سريعة.. والله سبحانه وتعالى طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ به ٬ والاستعاذة هي طلب المعونة.. وأنت لا تطلب المعونة الا ممن هو أقوى منك.. وأقوى ممن يحاول الاعتداء عليك.
| |
|
سبحانه مـشـرفـه عـامـه عـلـى الـمـنـتـدى
عدد المساهمات : 125 نقاط : 54018 تاريخ التسجيل : 13/03/2010 العمر : 33
| موضوع: رد: الوسوسة في الصلاة السبت مارس 13, 2010 7:42 pm | |
| البحث عن الضعف وبعد تعدد صور الاغواء ٬ وجد إبليس العبد المؤمن متشددا في الصلاة والزكاة.. وضعيفا من ناحية المرأة مثلا.. أتاه من ناحية هذا الضعف.. فيظل يزين له امرأة خليعة.. ويوسوس له حتى يسقط في الزنا.. ويكون بذلك قد سقط في الكبائر.. فإذا كان العبد المؤمن قويا في كل هذه النواحي.. جاءه إبليس وزين له الخمر.. أو الميسر أو مجلس السوء أو النميمة.. المهم أن إبليس يترك الانسان نقط تشدده ويأتيه من نقطة ضعفه.. إياكم أن تظنوا أن الشيطان حين يغوي الانسان. ياتي له عن طريق شر ينفر منه. بل إن إبليس يلبس هذا الشر لباسا خادعا يجعله محببا الى النفس.. سهلا عليه مرغوبا فيه. فإذا كان إنسان يعاني ضعفا ماليا.. يأتي له ليحببه في السرقة ويزينها له.. فهو أولا يوسوس لمن يريد أن يدفعه الى السرقة.. بأنها عملية بسيطة.. ستتم بسهولة ولن تنكشف..كأن يقول له ادفع هذا الرجل.. الذي يملك مالا الى الأرض.. ثم تظاهر بأنك تساعده. على النهوض والوقوف مرة أخرى.. وفي هذه الأثناء.. التي لا يكون فيها منتبها.. اسرق حافظة نقوده!. إنه هنا هنا يبسط له الأمر ٬ ويلبس الشر بلباس خادع.. يأتي مثلا يغري إنسانا بسرقة حقيبة.. فيبين له مكان شيخ كبير يحمل حقيبة ثقيلة.. ويقول له اعرض عليه أن تحمل عنه لتعينه.. لأنه شيخ ضعيف.. وعندما تأتي لتحمل الحقيبة.. يوسوس لك.. غافل صاحبها واهرب بها!. ياتي الى إنسان.. ليغريه على أن يمد يده لمال حرام. ويكون هذا الانسان مثلا يعمل صرافا... فيوسوس له أنه محتاج للمال الذي في خزينته.. وأنه سيأخذه كسلفة فقط.. ويعيده عندما يتيسر حاله في القريب العاجل.. ويمد الصراف يده الى المال الحرام.. ولكنه لا يستطيع أن يرده... إن الشيطان ليس أبله.. بحيث ياتي لك بصورة الشر.. على أنه شر.. ويذكرك لما ستتعرض له من العذاب في الدنيا والآخرة.. بل إنه يتسلل لك على أساس أنه خير لك.. والشيطان يجري في الانسان مجرى الدم... إن من رحمة الله سبحانه وتعالى أنه كشف لنا أسلوبه.. حتى نستطيع أن نقي أنفسنا منه.. والشيطان لا يتركك أبدا ما دت على طاعة.. بل يحاول أن ينفذ اليك من ناحية بعد أخرى حتى يوقع بك.. إلا إذا استعذت بالله دائما واستعنت به.. فإنه لا يستطيع أن ينفذ اليك ولا يكون له عليك سلطان.[
عدل سابقا من قبل سبحانه في السبت مارس 13, 2010 7:43 pm عدل 1 مرات | |
|
سبحانه مـشـرفـه عـامـه عـلـى الـمـنـتـدى
عدد المساهمات : 125 نقاط : 54018 تاريخ التسجيل : 13/03/2010 العمر : 33
| موضوع: رد: الوسوسة في الصلاة السبت مارس 13, 2010 7:42 pm | |
| الفرق بين الوسوستين ولكي تعرف الفرق بين الوسوستين نقول لك: إذا كان من يوسوس لك لا يهمه إلا أن تقع في المعصية.. بصرف النظر عن نوعها.. فهذا هو الشيطان.. أما إذا كان هناك إصرار على معصية معينة ألفتها.. فذلك من نفسك. إذن إبليس دائما يأتي من الباب الذي يرى فيه المنهج ضعيفا.. فإذا وجد إنسانا متشددا في ناحية معينة ٬ ياتي اليه من ناحية أخرى يكون فيها ضعيفا.. فإذا كان الانسان مثلا.. متشددا في الصلاة محافظا عليها ويؤديها في أوقاتها.. جاءه إبليس من ناحية المال ٬ فيوسوس له حتى لا يخرج الزكاة ويقتر ٬ ويأكل أموال الناس بالباطل ٬ مدخلا في نفسه الوهم بأن هذه الطريقة تزيد ماله.. وتجعله غنيا وتبعد عنه الفقر.. والحقيقة غير ذلك.. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما نقص مال عبد من صدقة" أخرجه مسلم 6684 .. لأن الصدقة هي التي تكثر المال.. وتضع بركة الله فيه ليزداد وينمو.. والمال هو مال الله. يتركه كل منا عندما يرحل عن الدنيا.. ولكن غير المؤمن يغفل عن هذه الحقيقة. وحينما يجد إبليس إنسان متشددا في الصلاة.. محبا للمال... يأتيه من ناحية ضعفه فيمنعه من الصدقة وأنواع البر ٬ ثم يغريه بالمال الحرام ٬ وتبدأ المعاصي تنسج على قلبه عودا عودا.. لتغطي القلب كله وتمنعه من ذكر الله. ولعلنا نذكر قصة ثعلبة الذي طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو له الله أن يغنيه.. فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام:" قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه".. ولكن ثعلبة أصر.. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فكثرت غنمه حتى ضاقت بها المدينة.. فخرج الى خارجها.. وبدأ قعلبة يغيب عن الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فيحضر مرة ويتخلف مرة.. حتى اقتصر على صلاة الجمعة.. ثم امتنع عن صلاة الجمعة.. ثم امتنع بعد ذلك عن دفع الزكاة.. مدعيا أنها جزية. حتى نزل فيه قول الله تعالى: { ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنص د ق ن ولنكونن من الصالحين فلم ا آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفو الله ما وعدوه وبما كانوا . يكذبون} التوبة 70 77وعندما نزلت هذه الآية الكريمة.. انزعج ثعلبة وأسرع يحمل مال لزكاة.. الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقبله منه.. وفي عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه أسلرع يحمل الزكاة الى أبي بكر..ولكن أبا بكر رفض أن يقبلها منه قائلا: ما كنت أقبل ما رفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وعندما جاء عهد عمر بن الخطاب .. عرض ثعلبة الزكاة على عمر فرفض أن يقبلها منه.. ومات ثعلبة في عهد عمر بن الخطاب. هذه قصة ترينا كيف استغل الشيطان حب المال في قلب عبد من عباد الله.. ليخرجه عن الطاعة وعن المنهج.. وليقوده الى المعصية..والى الكفر والعياذ بالله ٬ والأمثلة على ذلك كثيرة.. إنه يبحث عن نقط ضعف في الانسان لكي ينفذ اليه منها ٬ ولا يفتر عن ذلك أبدأ حتى يوقعه في حبائله ويخرجه عن منهج الله
| |
|