إهداء ..
إلى كل من آثر الصمت !
إلى كل من نطق ونيته صمت !
إلى كل حرف لم يكتمل !
إلى ذلك الغموض القاتل !
إلى حرفك المبتور!
إلى حرفي الأخرس !
إلى ساعتي المتوقفة منذ زمن !
إلى الأمس الذي لم أبارحه !
إلى كل من شارك في تشييد هذا العالم !!
ومنهم أنا وأنت !!
من أين أبدأ ُ لا حرفُ ُيطاوعني . . . ولا يدُ ُ في مدى الذكرى تصافحني ..
اليوم أشعر بالملل ..
لا جديد يُذكر فهذا شعور تملكني منذ أمد ..
فعندما تقبع في وحدة باردة وغربة جافة و محيط بلا حدود .. وساعة بلا عقارب ..
أجندة بلا أيام .. الفراغ يضمك بين جوانحه .. والملل يسقيك مر مطعمه ..
و البسمة أضحت شبحاً يرهَبنا .. والليل طويل حالك بارد مخيف ..
كالعادة أمارس هوايتي الوحيدة ألا وهي تقليب أوراق الزمن ...
أقلب تلك الأوراق ورقة تلو الأخرى أحيانا ألثم بعض الورق وأتمنى لو لم أتجاوزها !!
عمرٌ مضى ببطء شديد كاحتراق تلك الشمعة !!
فعندما تكون حياتك كالمحطة معبر للسالكين .. يستوطنون كيانك أياماً يلونون حياتك بألوان الطيف
ويشاركونك تطلعاتك وأحلامك .. يأنسون بك وتأنس بهم ..
تصدقهم وتعتقد بأنهم يصدقونك ..
ثم يعيثون مع الزمن بتلك الذكريات ..
يوماً يتلوه آخر تجد نفسك وحيداً تتأمل تلك النقوش التي رسموها على حوائطك
تسجل بعض الذكريات المؤرخة فقط !!
كثيراً ما أمسك القلم أحاول تسطير بعض الحروف ..
كي اعبر عما يختلج في ذاتي ..
تترامى علي الهموم بكل ثقلها ..
فهذا مرض شديد ..
وذاك هم يحرق رماداً !!
وهذا سهم من عزيز أهداه لي في أضلعي وأنا مبتسم له بسمة ألم ..
وذاك رحل ..
وحلم قتل ..
ونعش يساق إلى قبره ..
وليل طويل لا ينتهي ..
والشمس آثرت المغيب و آنست له ..
عندما حُطم قلبي في يوم من الأيام أجريت الحبر على الورق ..
ملأته سواداً بحروف بعضها لم يكتمل و البعض الآخر لم يكتمل أيضاً !!
ملئت المرسم ألواناً بلوحات تاه فيها لون الغضب مع لون اليأس ..
وبصراحة اختفى فيها لون الأمل !!
وماً فآخر تمرد القلم و ثارت الألوان ..
فآثرت السفر..
السفر الى المجهول ..
السفر في افكاري ..
لم أزل أتنقل هنا وهناك حتى كللت وتيقنت بأن الذكرى لا يمحوها السفر ..
عشقت الغموض حتى مع ذاتي ..
لا أعمد إلى الشرح فهنالك ثمة أشياء يغتالها الشرح ..
كما يغتالني الملل !
كم هو صعب أن تعيش في عالم صيغ من كتل صلدة ..
تجد نفسك في معادلة معطياتها صيغت من المجهول ..
يصطدم الصمت مع الألم ..
تجد أقرب الناس إليك منهم من هو قادر على أن يرمي بك في هوة النسيان بثمن بخس أو فلنقل بلا ثمن !
وآخر مستعد أن يحكم عليك بما يهوى !
وثالث يؤمن بصدقك ولكن لا يسعى لأن يتجاهل ذلك فقط بل يقاتل ليقر بنقيضه !!
عندما تبنى لك عالماً وتشيد إحكامه ثم تجد نفسك منبوذاً في عالمك !
متهماً في ذاتك !
مذنباً بلا محاكمة ..!!
أن تكتم مشاعرك نحوهم مع أنك تحبهم بعنف ..
ممزوج بصمت عميق ..
أن تشتاق لهم في كل لحظه ..
أن تبحث عنهم فلا تجدهم بينما هم مستقرين في محيط ذاتك ..
أن لا تتخيل نفسك كاليوم بعيداً عنهم ...
أن تستبعد أن تهمس لهم فلا يسمعون فكيف بك وأن تناديهم بأعلى صوتك فلا يجيبون !
عالم قاسي محاط بقيود صدئة .. قضبان وأقفال ..
عالم بلا ألوان
! أينما تتجه ببصرك ترى أرواح مقنعه !
قلوب بلا نبض !
أبدان بلا أرواح !
مساكن خاوية !
مدنٌ بلا بشر !
للأسف نحن نعيش في زمن يخلط فيه البعض بين القيم والمبادئ والتقاليد ..
فنجده ينتقي منها ما يوائمه ..
ينبذ منها ما يبغضه ..
ويسن رمحه ويبري سهمه ليرمي بها ما أبغضه ..
تارة بوصفه تقليد بالي ..
أو قيمة لا معنى لها ..
أو مبدأ لزمن مضى ..
تلك القيم أو العادات لست أنا ولا أنت عزيزي القارئ من يحكّم عواطفه و أهوائه فيها ..
ديننا الحنيف وضع لنا إطار تحدد كل ذلك ..
حتى لا نتوه في محيط لا شاطئ له ..
عندما تملك قيماً تستعد لأن تحرق قلبك بيدك شريطة أن لا تتجاوزها ..
عندها تكون مستعداً لأن تزهق روحك ..
في كل لحظه تعيشها شريطة أن لا تندم يوماً ما على تصرف خارج نطاق تلك المبادئ ..
أما عندما تفقد تلك القيم فلا وجود لك !
نحن في زمنٍ وللأسف فقدنا فيه هويتنا الإسلامية و العربية ..
أصبحنا نسير في آخر الركب متعلقين بأذيال الأمم الأخرى ..
نحن في زمن أصبح التقليد للآخرين غاية ..
والتجرد من قيمنا عند البعض مبدأ ..
والسؤال لم هذا كله ؟؟
مع ان عقولنا متفاوته في التفكير والتدبير ؟؟
ام اننا اصبحنا نرى التطور تدهور !!!!!