حين جاءت سورة النّصر اختتاما للوصيّه...
دمعة الصدّيق سالتْ...
رطبةً ، حرّى ، نديّه ...
أدرك الصّديق أنّ الله يستدعي نبيّه...
بعد إكمال الرّسالات العليّه ...
للجموع الآدميّة ...
ثانِيَ الإثنين يدري ، أنّ أضواءً أشعّتْ...
في القلوب الجاهليّة...
أنّ ربّ الكون قد أعطى
لأهل الأرض كلّ المنهجية ...
جاء نصر الله والفتح
وقد جاءا سويّه ...
واوُ عطفٍ أو معيّه ...
إنها واو ارتباطٍ سرمدية ...
جمّعت نصرا وفتحا
بابتهالات رضيّه...
واصل الصّدّيق بعد المصطفى نشر القضيّه ...
ثمّ ولّى ...
والذي بعده ولّى
والذي بعده ولّى
والذي بعده ولّى
شعشع الإيمان في كل الرّوابي...
تمّ فتح الأرض والأذهان
للقيم السّنيّه...
وإذا الإسلام يعطي للورى أحلى هديّه...
وإذا الأعطار تسري في روابينا شذيّه...
جاء نصر الله والفتح ،
وقد جاءا سويّه...
كقضيبي سكة جعلا قطار الدين
يجتاز الأخاديد العتيّه ...
ثمّ يمضي في بحارٍ ...
في صحارَى...
في أراض بابلية...
فارسية ... بربرية ...
أطلسية...
مشرقيّه... مغربيه...
في اتجاهات ارتفاع وانخفاض...
وانكسار وانحناء...
دائرية... لولبية...
جاء نصر الله والفتح ،
وقد جاءا سويّه...
***
وهما في عهدنا غابا
وقد غابا سويّه...
جاء قمعُ الشّعب والغلقُ ...سويّه...
جاء هتك العِرض والفسق... سويّه...
جاء قول الزّور والحمق... سويّه...
جاءنا في عهد طغيان
وتمزيق وتشتيت ظلامٌ ...
لا نرى منه الثنيّه...
جاء كل البطش
يسقينا البليّه...
لم نعد إخوان دين ، بل ضحايا للحميّه ...
وأقمنا بيننا جدران تفريق عتيّه ...
واحتمى أعداؤنا منّا بنا ...
والقدس عندهم السّبيّه ...
وتبادلنا اتّهاما ، بالخيانات العصيّه ...
واعترتنا الطّائفية...
واعترتنا الطّائفية...
واعترتنا الطّائفية...
***
أيّ نصر
سوف نلقى...
دون تأصيل الهويّه؟...
إننا نحتاج قلعا
واجتثاثا
للقناعات الغبية...
املؤوا الأذهان فورا
بالتّعاليم الأبية...
كي يعود الفتح والنصر
بعطف أو معيّة...
يملآن الكون عدلا...
واعتقادات ... نقيّه.
_________________________
شعر:: محمد نجيب بلحاج حسين
الميدة - تونس